الأحد، 26 فبراير 2017

القرصان لابوز و كنزه المفقود!

القرصان لابوز و كنزه المفقود!

أوليفر ليفاسور الملقب ب "لابوز"  ، نال هذا اللقب نظرا لسرعته الشديدة في الإنقضاض على ضحاياه.
ولد لابوز سنة 1680 تقريبا  في كاليه بفرنسا و اتخذ من المحيط الهندي مستقرا و مسرحا لأعماله القرصانية.
منذ افريل 1721، عقد لابوز شراكة مع القرصان الانجليزي  جون تايلور ، و استحوذا على سفينة "عذراء الجرف" البرتغالية، و هي سفينة ثرية متقنة الصنع تحوي 72 مدفعا  كانت تحاول الاحتماء من العواصف في بوربون  و يركبها  الكونت اريسيرا، أرشيدوق جوا و نائب الملك البرتغالي في الهند الشرقية.
لابوز و تايلور لم يطلبا  فدية مقابل اطلاق سراح الارشيدوق و الطاقم، بل افتكا السفينة بما فيها: تلال من الماس، حلي، لآلئ، سبائك ذهب و فضة، أثاث مطعم بالأحجار الكريمة،أقمشة، و مزهريات فخمة .
قام لابوز  بتطوير السفينة و تغيير اسمها و بعض ملامحها  و صار اسمها "المنتصر".
بعد عدة مغامرات و أعمال سطو سطع فيها نجم لابوز عاليا ارسلت كتيبة  كاملة بقيادة  دوغاي تروين  للقبض عليه، هرب تايلور إلى جزر الأنتيل، بينما انسحب لابوز إلى جزيرة  سانتا ماريا ، شرق ساحل مدغشقر ، حيث كف عن القرصنة و قرر أن يسلم نفسه .
اصدر الملك الفرنسي عفوا عن كل قرصان يرجع ما سرقه، و لكن لابوز لم يتمتع بهذا العفو لرفضه ان يرجع كنوزه، فهو لم يرجع الا المزهريات الفخمة!
في  7/7/1730 في الخامسة مساء أعدم لابوز في جزيرة بوربون (جزيرة لاريونيون حاليا) وقبل أن يعدم بقليل ، رمى ورقة الى الحشود الغفيرة فيها رموز من أحرف من عدة لغات و صرخ : كنزي هو ملك لمن يستطيع فهمه!!
من التقط الورقة من الحشود  الحاضرة؟ لا أحد يعلم!
و من يومها  انطلق عديد القراصنة و المغامرين محاولين تتبع آثار  لابوز لإيجاد كنزه الكبير الذي تقدر قيمته حاليا بعدة ملايين يورو على اقل تقدير.
سنة 1923 في جزيرة ماهي، جنوب السيشيل، اكتشفت امرأة تدعى السيدة سافي، على ارضها الواقعة في تلك الجزيرة  على حافة البحر ، صخورا منقوشة ، و بالتدقيق فيها وجدت عدة صخور اخرى منقوشة  بنفس الطريقة توحي ان من نحتها شخص واحد.
هذه النقوش هي رسائل بلغة مشفرة  نصف  ممحية  بمرور الوقت ، هناك صور كلاب،ثعابين ،سلاحف ،خيول ،حقيبة ، قلوب، وجه امرأة شابة، و عين مفتوحة.
انتشر خبر النقوش بين الناس و لم يجدوا لها تفسيرا، حتى جاء يوم الى السيدة سافي ، رجل يحمل معه الورقة التي رماها لابوز و استسمحها ان  يقوم بحفرياته في ارضها لأن له قناعة شبه تامة انها جزيرة  الكنز التي  خبأ فيها لابوز كنوزه.
قام الرجل بالحفر حذو نقش العين المفتوحة و هناك وجد جثتين متحللتين عرف من الحلق الذهبي في اذنهما اليسرى انهما قرصانان.
و استمر الرجل في حفرياته سنوات طوالا و لكنه لم يعثر على شيء.
سنة 1947 الانجليزي ريجينالد كروز ويلكينس  ذهب هو أيضا الى جزيرة ماهي و ظل هناك حتى سنة 1970 و في احد الكهوف، لم يجد شيئا غير بضع مسدسات و بضع قطع نقدية و سيف.
و بقي الكنز مفقودا لم يدركه احد !
و من هذه القصة الحقيقية أصدقائي ، استلهم الياباني ايتشيرو أودا قصة مسلسله الكارتوني one piece الذي يعتبر من أكثر المسلسلات نجاحا على الإطلاق!